أنماط التفكير والتطوير التربوي
تتطلب عملية تحسين نوعية التعلم والتعليم بما نستطيع إحداث تغيير في أنماط التفكير عند الطلاب ،بحيث يؤدي هذا التغيير إلى الاستقلالية في التفكير والتعامل مع الواقع الذي يعيشونه بأسلوب علمي منظم،مع القدرة على التكيف في أي واقع جديد قد يعرض لهم.
إن ما يتلقاه الطالب في حياته المدرسة لا يعدو،أن يكون أحد أمرين أو كلاهما معا،أولهما يتعلق بالماضي وثانيهما يتعلق بالحاضر،والإغراق في أي منهما مضيعة للوقت والجهد معا،ذلك أن دراسة الماضي لا تعود علينا إلا بالنفع القليل لبعد الصلة بيننا وبينه،ودراستنا للحاضر تمدنا بأمور ستطالها يد التغيير والتبديل حتما إذا ما وضعنا في اعتبارنا السرعة المذهلة التي يتم بها هذا التغيير في عالمنا الحاضر نتيجة لتقدم العلوم والتكنولوجيا،بحيث أصبح من قبيل العبث أن نلم بجميع ما لدينا من علوم وحقائق لكثرتها
أولا،بحيث يصعب استيعابها والاطلاع عليها جميعا،حتى ولو خصصنا لها حياتنا كاملة، ولأن معظم هذه المعلومات والحقائق سينالها التغير والتبديل
ثانياً،ومن هنا كان المفروض أن يتم التركيز في عملية التعلم والتعليم على المبادئ الأساسية التي لا غنى عنها في علومنا الضرورية،والتي ترتكز عليها كل معرفة مستقبلية،أو الإفادة من خبرات الماضي،وربطها بخبرات الحاضر لنجعل منها جميعا نقطة انطلاق نحو التعامل مع المستقبل،لذا اصبح الاتجاه في الوقت الحاضر لا يتركز على كثرة المعلومات التي نزود بها الطالب،وإنما بنوع هذه المعلومات التي نقدمها له،وبقدراته على الإفادة منها في حياته،وما دامت درجة الانتفاع بهذه الحقائق والمعلومات تعود إلى الطالب نفسه وإلى قدرته على توظيفها واختيار المناسب منها لكل حالة،
اصبح الهدف المطروح من التعلم في الوقت الحاضر،هو كيف نفكر؟.
إن مجرد نظرة بسيطة إلى ما يقوم به أبناءنا تظهر الفرق الشاسع بين منجزاتهم في الداخل ومنجزاتهم في الخارج،حيث فضل قسم منهم البقاء حيث هو لعوامل متعددة،فاسهم في حضارة ذلك البلد وفي تقدمه،بما قدم له من منجزات وأعمال تستحق التقدير،وما ذاك إلا بفضل النظام التعليمي الذي تعودوه ودرجوا عليه.
ونحن في مدارسنا لا ندع أبناءنا يفكرون كما هو مفروض-وإنما نتطوع نحن لنفكر بدلا منهم أو نعلمهم نمط من التفكير الذي تعلمناه وتعودنا ما عليه،،رغم علمنا بأننا يجب أن نعدهم لزمان غير زماننا ورغم إيماننا بأن ظروفهم ستتغير عن ظروفنا،وأن ما يناسبنا نحن لن يكون مناسبا لهم بالضرورة،فنحن نعيش في عالم متغير بل وسريع التغير.
إن عدد المتعلمين في بلادنا قد بلغ رقما عاليا،وهو آخذ في الزيادة والنماء كل يوم،ومع ذلك فلا نزال في عداد الدول النامية ورغم هذه الكثرة فلم نستطع أن نلحق بركب الدول المتقدمة،وفي هذا دلالة أكيدة على أن تطور بلد ما لا يعتمد على كثرة عدد المتعلمين وإنما يعود إلى عدد المفكرين فيه، كما أن لا يعتمد على وفرة الإنتاج بقدر ما يعتمد على نوعية هذا الإنتاج.
إننا لا نزال مشدودين إلى الكم في مجالات حياتنا المختلفة حتى في معاييرنا الاجتماعية،فنحن نفخر بأن لدينا كذا كتابا دون أن نأخذ بعين الاعتبار عدد ما قرأناه منها واستوعبناه،وأن فلانا يملك كذا وكذا دون اعتبار لعدد ما يستثمره منها،ونحن اليوم نقيس كفاية المعلم بعدد السنوات التي قضاها بالتدريس حتى ولو لم يكتسب خلالها خبرة تعليمية جديدة أو تجربة تغنيه في ميدانه،فيفيد ويستفيد عملا بالقول المأثور(أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة)
وقد يجري تقديره بناء على المؤهل العلمي الذي يحمله دون أن نعير الإنتاج الفكري في ميدانه أي اهتمام ومدى أثر هذا الإنتاج على تخصصه والميدان الذي يعمل فيه،وقد نلجأ في تقويمه إلى تحصيل طلبته الأكاديمي فيرتفع تقديره بارتفاع معدل هذا الإنجاز وينخفض بانخفاضه.
ونحن نعتبر أنفسنا أغنياء لأن عندنا كذا ثروات معدنية دون الاهتمام بالكيفية التي نتصرف بها في هذه الثروات ونفخر أن عددنا كذا مليون دون حسبان لنوعية هؤلاء الناس،ومدى قدرتهم على مجابهة التحديات،فالأمم اليوم لا تقاس بعدد سكانها،ولا بوفرة ثرواتها ولا بسعة مساحتها،
وإنما تقاس بعدد المفكرين المنتجين والقادرين على حل مشاكلهم،والسير بها إلى شاطئ الأمان،وكم من أمة فاقت غيرها برجالها المفكرين والعاملين رغم شح الموارد وضيق ذات اليد وقلة العدد ومساحة الأرض كما هو عليه حال اليابان وكوريا مثلا.
إن من جملة ما نسعى إليه من أهداف أن لا يقف الطالب جامدا أو يفقد صبره وقوة احتماله إذا ما جوبه بمشكلة،أو تعرض لموقف سيئ،وما أكثر ما نتعرض لمثل هذه المواقف،إن الواجب يقتضينا أن نعوده على أن يستجمع قواه ويلم شتات فكره ليواجه مشاكله بصبر وثبات والبحث عن الحل الملائم وتقتضينا الكياسة أن نستعد للأمر قبل وقوعه بزمن كاف بحيث يكون لدينا الوقت للتفكير المثمر والقدرة على اختيار البدائل فنصبح والحالة هذه في حالة تأهب لما قد يطرأ دون أن نفاجأ بعامل المباغتة.
ونحن لا نزال نعود الطالب الحفظ ونلقنه أفكار الغير دون تفحص وتمحيص ونعوده السطحية في التفكير دون التعمق فيه،واستذكار الحقائق دون البحث عنها وارتيادها ولا يزال الأب يتدخل في مصير أبنائه ومستقبلهم بغض النظر عن رغبتهم ومدى قدرتهم على تحقيق أمل والدهم-
ولا يزال المعلم هو الذي يقول وهو الذي يعلل ويستنتج ويقدم الحلول وما على الطالب إلا ن يسمع دون أن يستمع وعليه أن يستوعب عبء التعليل ويحفظ الاستنتاج ويتبنى الحل.
لقد عودنا طلابنا على الاتكالية،فقدمنا لهم المادة التعليمية لقمة سائغة لدرجة باتوا معها يتذمرون من كل ما من شأنه بذل الجهد واعمال الفكر،وباتوا يتمنون لو نفتح أفواههم لنصب فيها العلم كالماء صبا وابتعدوا عن الجد والتفكير ومالوا إلى الهزل واللعب.
إن أنماط التفكير التي نسعى إليها لا تتأتى للطالب عن طريق التلقين وإنما عن طريق تهيئة الظروف المناسبة والتحدي اللازم ليبذل الطالب جهده ويستخدم عقله مع توفير حافز الإفادة عنده وتوفير المناخ التربوي المناسب لتنشيط هذا الفكر واعماله،وهي مسؤولية مشتركة بين كل من البيت والمدرسة بحيث يعملان معا لإيصال الطفل إلى مرحلة الاستقلال الذاتي الفكري الذي يقوم على أرض صلبة وكيان راسخ،ودون أن نسعى لتقديم حلول جاهزة نوفرها له ،فالهوة لا تزال واسعة بين ما ننادي به ونسعى إليه وبين ما وصلناه فعلا بسبب من ممارستنا داخل البيت وخارجه،وداخل المدرسة وخارجها فنحن إنما نحاسب الطالب ونقومه حسب تفكيرنا نحن وليس حسب تفكيره الخاص به هو،ولو كان يملك المقومات اللازمة للنظر فيه من قوة في الحجة ووضوح في المنطق وقدرة على الاستدلال.
ومن هنا نرى الطالب يستوضح معلمه عن الأسلوب الذي سيطرقه لتقويمه عند أجراء الامتحان،حتى يقرر هو بالتالي نمط الدراسة الذي سيتبعه في دراسته لاجتياز هذا الامتحان.
إن تغير نمط التفكير عند الطالب يقتضي أمرين:أولهما أن نعوده ممارسة التفكير من خلال تعريضه لمواقف تستدعي منه ذلك،،مع تنوع هذه المواقف وتعددها وثانيهما أن يتخذ في تفكيره الأسلوب العلمي المنظم والذي يستند إلى قاعدة بيانات صحيحة.
أما الوصول إلى العامل الأول،فيكون بغرس الثقة في نفس الطالب وتنمية هذه الثقة ورعايتها بتعويده الاعتماد على نفسه وأن نكل إليه مهام يقوم هو على عاتقه بتنفيذها،وقد يتم ذلك إذا لم نعمل نحن على تسهيل المادة التعليمية له وتبسيطها لدرجة لا تستدعي منه بذل المزيد من الجهد واعمال الفكر لفهمها واستيعابها،
وأن نهيئ له ممارسة أنشطة تتعلق بالمادة لتعليمية في جو مشحون بالإثارة يبذل فيها جهد وفكره ليشعر بعد ذلك بقيمة جهده فيما توصل إليه، ويحظى بمتعة الإنجاز،فالحقيقة التي يكتشفها الطالب بنفسه هي التي يجد فيها متعته،وهي التي تدوم في نفسه،وتحيا معه،فإذا شارك الطالب المعلم وتفاعل معه واقتصر دور المعلم على التوجيه والإرشاد كنا بذلك قد سرنا في الطريق الصحيح.
وعلينا أن نحترم رأي الطالب وقدرته على التفكير والمناقشة وتقديم الآراء والمقترحات ولو كان فيها ما يغاير المألوف أو يعارضه ما دام هذا قد نجم عن تفاعل ذهني يستند إلى مقدمات،ونتائج ويتمشى مع المنطق والمعقول،وعلينا أن نطلق لخياله العنان حتى ولو ظهر أن خياله جامح ،فبالخيال تنمو وتترعرع الأفكار.
علينا أن نقبل من الطالب كل نتيجة يتوصل إليها،ومهما كان مستواها وبغض الطرف عن رأينا فيما توصل إليه وأن نحكم عليها من وجهة نظره الخاصة وليس من وجهة نطرنا نحن الكبار،علينا أن نشجعه على المضي قدما ليكون له من كل ذلك حافز لفرصة أخرى أفضل منها في المستقيل وأن نتجنب توبيخه أو تسفيه رأيه،أو التقليل من منجزاته،وأن لا نقارن في إنجازه بينه وبين غيره بقصد الحط من قيمة ما أنجر.
فإذا غرسنا في نفسه ثقته بها والاعتماد عليها عرضناه لمواقف جديدة تتطلب منه التفكير والموازنة بين البدائل ليجد حلولا مناسبة حتى يصل إلى درجة الاستقلالية في التفكير،وساعدناه على خلق كيان له مستقل قادرة على حسن التصرف والقدرة على التكيف مع الظروف الطارئة،فإن أصاب في تفكيره قاده صوابه هذا إلى صواب آخر ورفع من روحه المعنوية وقوى من ثقته بنفسه،وإن أخطأ كان له من خطأه المعلم الذي يقود إلى اكتشاف هذا الخطأ ومن ثم العمل على إصلاحه.
وعلينا أن نأخذ بيد الطالب إذا أخطأ دون أن نقدم له حلا جاهزا من عندنا أو من عند غيرنا عند أول عقبة يتعرض لها،فلا نقدم على هذه الخطوة إلا عند الضرورة حتى لا يقوده عجزه إلى الإحباط والوقوع في حبائل اليأس والقنوط،وبخاصة حين يتعرض لموقف تقويمي يقوم به معلم أو مسؤول.
وأخيرا علينا أن نشجعه على الإمساك بزمام المبادرة فلا يعمد إلى الانتظار حتى يأتي دوره،أو من يوحي له بهذا الدور،ليكون قراره نابعا من ذاته وبوعي من إحساسه بالمسؤولية،فإذا تم لنا ذلك وعرف المعلم دوره في هذا المجال،نكون بذلك قد بدأنا أول خطوة على المسار الصحيح في تربية أبنائنا.
دمتم بود
تتطلب عملية تحسين نوعية التعلم والتعليم بما نستطيع إحداث تغيير في أنماط التفكير عند الطلاب ،بحيث يؤدي هذا التغيير إلى الاستقلالية في التفكير والتعامل مع الواقع الذي يعيشونه بأسلوب علمي منظم،مع القدرة على التكيف في أي واقع جديد قد يعرض لهم.
إن ما يتلقاه الطالب في حياته المدرسة لا يعدو،أن يكون أحد أمرين أو كلاهما معا،أولهما يتعلق بالماضي وثانيهما يتعلق بالحاضر،والإغراق في أي منهما مضيعة للوقت والجهد معا،ذلك أن دراسة الماضي لا تعود علينا إلا بالنفع القليل لبعد الصلة بيننا وبينه،ودراستنا للحاضر تمدنا بأمور ستطالها يد التغيير والتبديل حتما إذا ما وضعنا في اعتبارنا السرعة المذهلة التي يتم بها هذا التغيير في عالمنا الحاضر نتيجة لتقدم العلوم والتكنولوجيا،بحيث أصبح من قبيل العبث أن نلم بجميع ما لدينا من علوم وحقائق لكثرتها
أولا،بحيث يصعب استيعابها والاطلاع عليها جميعا،حتى ولو خصصنا لها حياتنا كاملة، ولأن معظم هذه المعلومات والحقائق سينالها التغير والتبديل
ثانياً،ومن هنا كان المفروض أن يتم التركيز في عملية التعلم والتعليم على المبادئ الأساسية التي لا غنى عنها في علومنا الضرورية،والتي ترتكز عليها كل معرفة مستقبلية،أو الإفادة من خبرات الماضي،وربطها بخبرات الحاضر لنجعل منها جميعا نقطة انطلاق نحو التعامل مع المستقبل،لذا اصبح الاتجاه في الوقت الحاضر لا يتركز على كثرة المعلومات التي نزود بها الطالب،وإنما بنوع هذه المعلومات التي نقدمها له،وبقدراته على الإفادة منها في حياته،وما دامت درجة الانتفاع بهذه الحقائق والمعلومات تعود إلى الطالب نفسه وإلى قدرته على توظيفها واختيار المناسب منها لكل حالة،
اصبح الهدف المطروح من التعلم في الوقت الحاضر،هو كيف نفكر؟.
إن مجرد نظرة بسيطة إلى ما يقوم به أبناءنا تظهر الفرق الشاسع بين منجزاتهم في الداخل ومنجزاتهم في الخارج،حيث فضل قسم منهم البقاء حيث هو لعوامل متعددة،فاسهم في حضارة ذلك البلد وفي تقدمه،بما قدم له من منجزات وأعمال تستحق التقدير،وما ذاك إلا بفضل النظام التعليمي الذي تعودوه ودرجوا عليه.
ونحن في مدارسنا لا ندع أبناءنا يفكرون كما هو مفروض-وإنما نتطوع نحن لنفكر بدلا منهم أو نعلمهم نمط من التفكير الذي تعلمناه وتعودنا ما عليه،،رغم علمنا بأننا يجب أن نعدهم لزمان غير زماننا ورغم إيماننا بأن ظروفهم ستتغير عن ظروفنا،وأن ما يناسبنا نحن لن يكون مناسبا لهم بالضرورة،فنحن نعيش في عالم متغير بل وسريع التغير.
إن عدد المتعلمين في بلادنا قد بلغ رقما عاليا،وهو آخذ في الزيادة والنماء كل يوم،ومع ذلك فلا نزال في عداد الدول النامية ورغم هذه الكثرة فلم نستطع أن نلحق بركب الدول المتقدمة،وفي هذا دلالة أكيدة على أن تطور بلد ما لا يعتمد على كثرة عدد المتعلمين وإنما يعود إلى عدد المفكرين فيه، كما أن لا يعتمد على وفرة الإنتاج بقدر ما يعتمد على نوعية هذا الإنتاج.
إننا لا نزال مشدودين إلى الكم في مجالات حياتنا المختلفة حتى في معاييرنا الاجتماعية،فنحن نفخر بأن لدينا كذا كتابا دون أن نأخذ بعين الاعتبار عدد ما قرأناه منها واستوعبناه،وأن فلانا يملك كذا وكذا دون اعتبار لعدد ما يستثمره منها،ونحن اليوم نقيس كفاية المعلم بعدد السنوات التي قضاها بالتدريس حتى ولو لم يكتسب خلالها خبرة تعليمية جديدة أو تجربة تغنيه في ميدانه،فيفيد ويستفيد عملا بالقول المأثور(أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة)
وقد يجري تقديره بناء على المؤهل العلمي الذي يحمله دون أن نعير الإنتاج الفكري في ميدانه أي اهتمام ومدى أثر هذا الإنتاج على تخصصه والميدان الذي يعمل فيه،وقد نلجأ في تقويمه إلى تحصيل طلبته الأكاديمي فيرتفع تقديره بارتفاع معدل هذا الإنجاز وينخفض بانخفاضه.
ونحن نعتبر أنفسنا أغنياء لأن عندنا كذا ثروات معدنية دون الاهتمام بالكيفية التي نتصرف بها في هذه الثروات ونفخر أن عددنا كذا مليون دون حسبان لنوعية هؤلاء الناس،ومدى قدرتهم على مجابهة التحديات،فالأمم اليوم لا تقاس بعدد سكانها،ولا بوفرة ثرواتها ولا بسعة مساحتها،
وإنما تقاس بعدد المفكرين المنتجين والقادرين على حل مشاكلهم،والسير بها إلى شاطئ الأمان،وكم من أمة فاقت غيرها برجالها المفكرين والعاملين رغم شح الموارد وضيق ذات اليد وقلة العدد ومساحة الأرض كما هو عليه حال اليابان وكوريا مثلا.
إن من جملة ما نسعى إليه من أهداف أن لا يقف الطالب جامدا أو يفقد صبره وقوة احتماله إذا ما جوبه بمشكلة،أو تعرض لموقف سيئ،وما أكثر ما نتعرض لمثل هذه المواقف،إن الواجب يقتضينا أن نعوده على أن يستجمع قواه ويلم شتات فكره ليواجه مشاكله بصبر وثبات والبحث عن الحل الملائم وتقتضينا الكياسة أن نستعد للأمر قبل وقوعه بزمن كاف بحيث يكون لدينا الوقت للتفكير المثمر والقدرة على اختيار البدائل فنصبح والحالة هذه في حالة تأهب لما قد يطرأ دون أن نفاجأ بعامل المباغتة.
ونحن لا نزال نعود الطالب الحفظ ونلقنه أفكار الغير دون تفحص وتمحيص ونعوده السطحية في التفكير دون التعمق فيه،واستذكار الحقائق دون البحث عنها وارتيادها ولا يزال الأب يتدخل في مصير أبنائه ومستقبلهم بغض النظر عن رغبتهم ومدى قدرتهم على تحقيق أمل والدهم-
ولا يزال المعلم هو الذي يقول وهو الذي يعلل ويستنتج ويقدم الحلول وما على الطالب إلا ن يسمع دون أن يستمع وعليه أن يستوعب عبء التعليل ويحفظ الاستنتاج ويتبنى الحل.
لقد عودنا طلابنا على الاتكالية،فقدمنا لهم المادة التعليمية لقمة سائغة لدرجة باتوا معها يتذمرون من كل ما من شأنه بذل الجهد واعمال الفكر،وباتوا يتمنون لو نفتح أفواههم لنصب فيها العلم كالماء صبا وابتعدوا عن الجد والتفكير ومالوا إلى الهزل واللعب.
إن أنماط التفكير التي نسعى إليها لا تتأتى للطالب عن طريق التلقين وإنما عن طريق تهيئة الظروف المناسبة والتحدي اللازم ليبذل الطالب جهده ويستخدم عقله مع توفير حافز الإفادة عنده وتوفير المناخ التربوي المناسب لتنشيط هذا الفكر واعماله،وهي مسؤولية مشتركة بين كل من البيت والمدرسة بحيث يعملان معا لإيصال الطفل إلى مرحلة الاستقلال الذاتي الفكري الذي يقوم على أرض صلبة وكيان راسخ،ودون أن نسعى لتقديم حلول جاهزة نوفرها له ،فالهوة لا تزال واسعة بين ما ننادي به ونسعى إليه وبين ما وصلناه فعلا بسبب من ممارستنا داخل البيت وخارجه،وداخل المدرسة وخارجها فنحن إنما نحاسب الطالب ونقومه حسب تفكيرنا نحن وليس حسب تفكيره الخاص به هو،ولو كان يملك المقومات اللازمة للنظر فيه من قوة في الحجة ووضوح في المنطق وقدرة على الاستدلال.
ومن هنا نرى الطالب يستوضح معلمه عن الأسلوب الذي سيطرقه لتقويمه عند أجراء الامتحان،حتى يقرر هو بالتالي نمط الدراسة الذي سيتبعه في دراسته لاجتياز هذا الامتحان.
إن تغير نمط التفكير عند الطالب يقتضي أمرين:أولهما أن نعوده ممارسة التفكير من خلال تعريضه لمواقف تستدعي منه ذلك،،مع تنوع هذه المواقف وتعددها وثانيهما أن يتخذ في تفكيره الأسلوب العلمي المنظم والذي يستند إلى قاعدة بيانات صحيحة.
أما الوصول إلى العامل الأول،فيكون بغرس الثقة في نفس الطالب وتنمية هذه الثقة ورعايتها بتعويده الاعتماد على نفسه وأن نكل إليه مهام يقوم هو على عاتقه بتنفيذها،وقد يتم ذلك إذا لم نعمل نحن على تسهيل المادة التعليمية له وتبسيطها لدرجة لا تستدعي منه بذل المزيد من الجهد واعمال الفكر لفهمها واستيعابها،
وأن نهيئ له ممارسة أنشطة تتعلق بالمادة لتعليمية في جو مشحون بالإثارة يبذل فيها جهد وفكره ليشعر بعد ذلك بقيمة جهده فيما توصل إليه، ويحظى بمتعة الإنجاز،فالحقيقة التي يكتشفها الطالب بنفسه هي التي يجد فيها متعته،وهي التي تدوم في نفسه،وتحيا معه،فإذا شارك الطالب المعلم وتفاعل معه واقتصر دور المعلم على التوجيه والإرشاد كنا بذلك قد سرنا في الطريق الصحيح.
وعلينا أن نحترم رأي الطالب وقدرته على التفكير والمناقشة وتقديم الآراء والمقترحات ولو كان فيها ما يغاير المألوف أو يعارضه ما دام هذا قد نجم عن تفاعل ذهني يستند إلى مقدمات،ونتائج ويتمشى مع المنطق والمعقول،وعلينا أن نطلق لخياله العنان حتى ولو ظهر أن خياله جامح ،فبالخيال تنمو وتترعرع الأفكار.
علينا أن نقبل من الطالب كل نتيجة يتوصل إليها،ومهما كان مستواها وبغض الطرف عن رأينا فيما توصل إليه وأن نحكم عليها من وجهة نظره الخاصة وليس من وجهة نطرنا نحن الكبار،علينا أن نشجعه على المضي قدما ليكون له من كل ذلك حافز لفرصة أخرى أفضل منها في المستقيل وأن نتجنب توبيخه أو تسفيه رأيه،أو التقليل من منجزاته،وأن لا نقارن في إنجازه بينه وبين غيره بقصد الحط من قيمة ما أنجر.
فإذا غرسنا في نفسه ثقته بها والاعتماد عليها عرضناه لمواقف جديدة تتطلب منه التفكير والموازنة بين البدائل ليجد حلولا مناسبة حتى يصل إلى درجة الاستقلالية في التفكير،وساعدناه على خلق كيان له مستقل قادرة على حسن التصرف والقدرة على التكيف مع الظروف الطارئة،فإن أصاب في تفكيره قاده صوابه هذا إلى صواب آخر ورفع من روحه المعنوية وقوى من ثقته بنفسه،وإن أخطأ كان له من خطأه المعلم الذي يقود إلى اكتشاف هذا الخطأ ومن ثم العمل على إصلاحه.
وعلينا أن نأخذ بيد الطالب إذا أخطأ دون أن نقدم له حلا جاهزا من عندنا أو من عند غيرنا عند أول عقبة يتعرض لها،فلا نقدم على هذه الخطوة إلا عند الضرورة حتى لا يقوده عجزه إلى الإحباط والوقوع في حبائل اليأس والقنوط،وبخاصة حين يتعرض لموقف تقويمي يقوم به معلم أو مسؤول.
وأخيرا علينا أن نشجعه على الإمساك بزمام المبادرة فلا يعمد إلى الانتظار حتى يأتي دوره،أو من يوحي له بهذا الدور،ليكون قراره نابعا من ذاته وبوعي من إحساسه بالمسؤولية،فإذا تم لنا ذلك وعرف المعلم دوره في هذا المجال،نكون بذلك قد بدأنا أول خطوة على المسار الصحيح في تربية أبنائنا.
دمتم بود
الخميس فبراير 06, 2014 7:59 am من طرف سما جده
» ام سامي خبيرة التجميل شاملة
الأحد أبريل 14, 2013 6:58 am من طرف om-sami
» خبيرة التجميل رقم 1 بالمملكة العربية السعودية
الثلاثاء أبريل 09, 2013 5:10 am من طرف om-sami
» ارقام تحتاجينها ( كوافيرات - خياطات - مصورات ........)
الأربعاء يناير 09, 2013 2:57 pm من طرف بلو ايز
» شي شفته بالزفه وااااو
الإثنين ديسمبر 17, 2012 12:47 am من طرف كوني الاجمل
» شرح كامل للوحة المفاتيح (keyboard)
الثلاثاء يوليو 17, 2012 2:44 pm من طرف ابورامى88818
» طبقات القرفة الباردة بالكريما
السبت مايو 12, 2012 6:42 am من طرف to0oty
» اكواب حلى الذهب
الأربعاء أبريل 25, 2012 4:56 am من طرف to0oty
» حلى بمذاق ناعم وبسيطه مزينه بالفلك
الخميس أبريل 05, 2012 8:23 am من طرف to0oty
» احلى دولاب احذيه
الخميس أبريل 05, 2012 8:13 am من طرف to0oty
» كل مايخص اشغال الصوف
الأربعاء مارس 28, 2012 9:16 am من طرف to0oty
» أخَـاف أحڪي وآنـا مَخنوُق وأبڪي وُأستِحي منِّي
الثلاثاء مارس 13, 2012 10:27 am من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي
» ســــــــــــ ج ـــــــــــــل دخــــــــــولكـ بأســــــــــــــــــــم بلــــو تـــــــــوث
الخميس مارس 08, 2012 7:13 am من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي
» فتاة عرضت مفاتنها امام شاشة الكمبيوتر فراها ابن عمها فماذا فعل ؟؟؟؟
السبت مارس 03, 2012 12:17 pm من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي
» ملك السعودية سيم سيم قمر
الجمعة مارس 02, 2012 6:53 am من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي
» صاحب السمو الطالب الكريم
الجمعة مارس 02, 2012 6:44 am من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي
» مرااااحل تحطيم البنااااااااااااات ..
الجمعة مارس 02, 2012 6:36 am من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي
» لو معك قطعة فحم شنو تكتب ع الجدار..
الجمعة مارس 02, 2012 6:32 am من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي
» مراحل حياة باربي
الجمعة مارس 02, 2012 6:29 am من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي
» طريقة تصميم شعار stc
الجمعة مارس 02, 2012 6:23 am من طرف ح ـلأإتي بششقاوتي